للإطلاع على بحوث المؤتمر وغيرها يرجى الدخول الى هذا الموقع الخاص بالمؤتمر
تحميل ورقة المؤتمر العالمي الثالث للباحثين في السيرة النبوية (PDF)
تحميل برنامج المؤتمر العالمي الثالث للباحثين في السيرة النبوية (PDF)
ديباجة
لقد خدم المسلمون نص القرآن الكريم أول ما خدموا؛ فجمعوه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال … في صحف، في عهد الخليفة الصديق، رضي الله عنه وأرضاه. ثم جمعوه في مصحف إمام، وزعت نسخه على الأمصار، في عهد الخليفة ذي النورين عثمان. رضي الله عنه وأرضاه.
وحسنا صنعوا.
ثم من بعد ذلك خدم المسلمون نص السنة البيان؛ فكان أول أمر رسمي بجمع الحديث الشريف، على يد عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه وأرضاه، آخر المائة الأولى. وفرغت الأمة، أو كادت، من توثيق الحديث الشريف، منتصف المائة الثالثة.
وحسنا صنعوا.
وكل ذلك فعلوه استجابة لموجبات، أوجبتها يومئذ الحاجات الكبرى للذات.
ورحمة بالمسلمين، خلال ثلاثة عشر قرنا أو يزيد، من تفاعلهم مع الزمان والمكان، لم تبلغ الدواعي فيها درجة الموجبات، فلذلك لم يخدموا نص السيرة النبوية خدمة تشبه خدمة نص القرآن، ونص السنة البيان.
أما اليوم، وقد زلزلت أرض المسلمين زلزالها، وأُورِثَ عدوهم، بما كسبت أيديهم، أرضَهم وديارهم وأموالهم، منذ ما يناهز قرنا أو يزيد، وتفككت الأوصال، وتناثرت الأشلاء، ولم يكد يبقى إلا الغثاء… فقد صار واجبا، بل من أوجب الواجبات، خدمة نص السيرة النبوية، استجابة للحاجات الكبرى للذات.
أجل، لقد صار واجبا، وفي أقصى درجات الاستعجال، إقامة نص السيرة النبوية الكاملة الشاملة؛ ذلك بأن السيرة النبوية هي المنهاج الأكمل والنموذج الأمثل، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور؛
فيها كَمُلَ كل ما سبق في الرسالات، ومنها يُستمَد كل ما لحق ويَلحق من الإصلاحات.
هي الوجه التطبيقي للقرآن، منزلا بالتدريج في زمان ومكان، ليتم به الصنع على عين الله تعالى لأفضل نمط لحياة الإنسان، بأبسط الأدوات، و في أقل الأوقات.
فيها نُزِّل وبُيِّنَ وطُبِّقَ القرآن كله، وفيها قيل وفُعِل وأُقِرَّ الحديث كله؛ فهي لذلك، يوم يقام نصها، ستتضمن الوحي كله قرآنا وسنة؛ منظومين في الزمان، مربوطين بالمكان، مترابطين ومرتبطين بالإنسان؛ مذ كان صلى الله عليه وسلم فردا في غار حراء، حتى صار والذين معه خير أمة أخرجت للناس، علاوة على تضمنها لما صَحَّ وقُبِلَ من الروايات السيريَّة والتاريخية وغيرها، مربوطة كذلك بالزمان والمكان والإنسان.
هذا الأنموذج للسيرة النبوية، يوم يَمْثُل أمام الناس نصا جامعا موثقا، سينتهي بِمُثوله الفصل الأول من فصول خدمة السيرة النبوية، وهو فصل كتابة نصها (نص السيرة). وبه تُحَلُّ “معضلة النص” في مجال السيرة، وتظهر للناس مدونة “السيرة السنة” أو “السيرة المنهاج”، الجامعة بين الوحي وبيانه وأثره، متفاعلا مع إنسان بعينه، في مكان بعينه، وزمان بعينه، لإعطاء تجربة نموذجية للبشرية حتى قيام الساعة، في إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
وبمثوله أيضا يبتدئ الفصل الثاني، على وجهه الصحيح، من فصول خدمة “السيرة” وهو فصل فقهها (فقه السيرة)؛ أي استخلاص الهدى المنهاجي من نصها الكامل الشامل، لِتَبَيُّنِ معالم الطريق الصحيحة إلى أي إصلاح.
ذلك، ومن أجل ضبط خارطة الطريق، لإنهاء كتابة الفصل الأول من فصول خدمة “السيرة”، اقترحت مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) لمؤتمرها العالمي الثالث للباحثين في السيرة النبوية، الموضوع الآتي:
السيرة النبوية الكاملة الشاملة
قضاياها النظرية والمنهجية والتطبيقية
وبالله التوفيق